الفن النظيف يعيد للروح توازنها

كتب/ مخلص محمود
تجربة دسمه تؤكد لنا أن الفنان الحقيقي لا يحتاج إلى إنتاج ضخم ليصل إلى قلوب الناس وهنا يكون المفتاح في الكلمة والرسالة الهادفة وإلاحساس الصادق، سامح حسين بإطلالته البسيطة وكلماته العفوية نجح في تقديم نموذج لفنٍّ نظيفٍ يليق بشهر رمضان ، ويليق بالمجتمع الذي يبحث عن بصيص أمل وسط المعاني الضائعة.
استطاع أن يعيد تعريف الرسالة الفنية ، حيث قدم مواضيع تمس حياة الناس اليومية ، وتطرق إلى العلاقات الإنسانية بأسلوب سهل ممتنع ، بعيد عن التكلف أو الوعظ المباشر ، فكانت كلماته بمثابة مرآة تعكس مشاعر المشاهدين وأفكارهم ، وتقدم لهم الحلول بلمسة دافئة.
وفي وسط ما نراه من صراع بين الصناع من مخرجين ومنتجين وطموحات النجوم أصبحت الأعمال الثقافيه والدينيه تقل من الشاشات الصغيره وكأنها لا تليق بالموسم الرمضاني ، وبينما يتسابق الصناع بأعمالهم التي لا قيمة لها ولا تتناسب مع روحانيات رمضان ولا تليق بهوية مصر وشعبها ، وبكل بساطه نجد أنفسنا أمام بعض الأعمال التي تصدر العري وتمجد الجرئم والعنف والشعوذة والسخرية ، اعمال لا ترتقي بالعقل ولا تسمو بالروح وخلال كل هذه الصراعات ، يطل علينا من نافذة التواصل الاجتماعي فنان صادق ، انسان يدرك قيمة هذا الشهر الكريم الفنان الرائع / سامح حسين
قدم لنا قطايف من ذهب نسمةٍ هادئةٍ رقيقة بسيطة ومعبرة ، فلم تكن كلماته مجرد محتوى عابر ، بل دخلت القلوب قبل أن تدخل البيوت ، ولمست الأرواح قبل أن تلامس الشاشات ، استقبله الكبير والصغير ، الرجال والنساء ، وكأن نسمات رمضان قد حملته إليهم بقبولٍ من الله ، فوجدت كلماته طريقها إلى القلوب بلا استئذان .
قد تجد نفسك أحد أبطال “قطايفه”، فتدرك فجأة أن حديثه ليس بعيدًا عنك ، حكايةٌ تعرفها جيدًا ، تجربةٌ مررت بها أو موقفٌ لامس قلبك ، فتجده يقدّم لك الحل في أبسط صورة ، دون تعقيدٍ أو تصنّع ، مركّزًا على الفكرة الأسمى (إنسانية الإنسان في عالمٍ طغت عليه الماديات) والأمر العجيب الرائع ، هو هذا الالتفاف العفوي حول ما يقدّمه هذا الفنان ، رغم أنه لا يقدّم فكرةً جديدة ، وإنما يعيد تقديمها بثوبٍ جديدٍ بسيط ، أزاح الغبار عن ضمير المجتمع ، سواء داخل الوطن أو خارجه ، وكأن الناس كانوا يبحثون عما يعيد إليهم الثقة في القيم الأصيلة ، وعن صوتٍ يُذكّرهم بأن الفضيلة والرقي والكلمة الطيبة ليست مفاهيم مندثرة ، بل هي موجودة وقادرة على أن تجعل الإنسان يجتاز مصاعب الحياة بأملٍ وسكينة .
وحقيقةً ، محتواه ليس مجرد حديثٍ عابر ، بل هو رسالة هادفة راقية، تناسب الشهر الفضيل ، فهنيئا له من دعواتٍ صادقاتٍ خرجت من قلوبٍ تأثّرت بكلماته ، فكل حرفٍ قدّمه للناس كان بمثابة زهرةٍ تُزرع في حقول الخير ، ومشعل نورٍ يُضيء الدرب لمن فقد الطريق .
اتمني أن نفيق بفكر سليم وقلب صادق وندرك أن الشباب يحتاج الي من يأخذ بأيديهم نحو الطريق الصحيح بأبسط الطرق وأصدق الكلمات
الحزب العربي للعدل والمساواة. الامانه المركزية للثقافة والفنون. مبادرة اغتنم فرصه. مخلص محمود.