بوتين وترامب: خطوات تكتيكية أم بداية سلام حقيقي؟
بوتين وترامب: خطوات تكتيكية أم بداية سلام حقيقي؟
كتب: هاني كمال الدين
تستمر التحركات الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن في ظل التطورات المتسارعة بشأن الأزمة الأوكرانية، حيث يعكس التقارب بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب ديناميكيات جديدة قد تؤثر على مستقبل الصراع. ووفقًا للمحلل السياسي الروسي بيتر أكوبوف، فإن هذه الاتصالات تعكس محاولات جادة للتوصل إلى تفاهمات بين الطرفين، وسط تصعيد الضغوط على أوكرانيا وأوروبا على جبهتين: السياسية والعسكرية.
التفاهمات الأولية بين بوتين وترامب
في خطوة لافتة، أجرى الرئيسان محادثة هاتفية مطولة انتهت بتفاهم مبدئي حول وقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة لمدة 30 يومًا، وهي مبادرة اقترحها ترامب ووجدت استجابة من بوتين. يأتي هذا الاتفاق بعد أشهر من الهجمات المتبادلة التي طالت منشآت حيوية في روسيا وأوكرانيا.
هل يمثل هذا الاتفاق خطوة نحو إنهاء الحرب؟
يرى أكوبوف أن هذه الخطوة تحمل بُعدًا رمزيًا أكثر من كونها اتفاقًا جوهريًا لإنهاء الحرب. فروسيا لم تتراجع عن ضرب الأهداف العسكرية الأوكرانية، لكنها وافقت على الامتناع عن استهداف البنية التحتية للطاقة، وهو ما يمكن أن يُفسَّر كإجراء لبناء الثقة بين الجانبين.
السعودية كمحطة مفصلية في المفاوضات
تشير التقارير إلى أن المملكة العربية السعودية ستستضيف قريبًا محادثات أمريكية روسية لبحث التفاصيل التقنية المتعلقة بتأمين الملاحة في البحر الأسود وضمان حرية التنقل للسفن الروسية والأوكرانية. هذه اللقاءات قد تتجاوز مجرد مسألة الملاحة، لتشمل قضايا أكثر تعقيدًا مثل الضمانات الأمنية المستقبلية.
أوروبا تحت الضغط.. هل يتمكن ترامب من التأثير على كييف؟
يؤكد أكوبوف أن بوتين لم يكن ليوافق على أي مفاوضات مع ترامب لولا اقتناعه بأن الأخير لديه القدرة والاستعداد لممارسة الضغوط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحلفائه الأوروبيين. فمقدار الضغط الذي يستطيع ترامب فرضه على أوكرانيا وأوروبا سيحدد مدى المرونة التي يمكن أن تبديها موسكو في المفاوضات.
التحديات أمام تنفيذ الاتفاق
رغم الإعلان عن هدنة جزئية، إلا أن المخاوف قائمة بشأن التزام أوكرانيا بها، خاصة في ظل الهجمات المستمرة بالطائرات المُسيّرة. ويرى الخبراء أن أي خرق من الجانب الأوكراني قد يدفع روسيا إلى استئناف استهداف المنشآت الحيوية الأوكرانية.
إيران في صلب المحادثات.. هل تغير روسيا موقفها؟
من بين القضايا التي أُثيرت في المحادثات، الملف الإيراني، حيث أشار البيت الأبيض إلى أن بوتين وترامب اتفقا على ضرورة منع إيران من امتلاك سلاح نووي. لكن أكوبوف يرى أن هذه الصياغة قد تكون مُبالغًا فيها، إذ لطالما أكدت طهران أنها لا تسعى لتطوير أسلحة نووية، وهو ما قد يشير إلى تحريف أمريكي لموقف موسكو في هذا الشأن.
هل يمكن لترامب إقناع بوتين بحل شامل؟
يبقى السؤال الأساسي: هل يستطيع ترامب فرض تسوية مقبولة على كييف وحلفائها؟ أم أن الأوضاع ستعود إلى نقطة الصفر؟ يرى أكوبوف أن نجاح المفاوضات يعتمد على مدى قدرة ترامب على إقناع أوكرانيا وأوروبا بتقديم تنازلات حقيقية. فكما تخوض روسيا معاركها على الأرض، يتوجب على ترامب تحقيق تقدم على الجبهة الدبلوماسية.
- للمزيد : تابع العربي للعدل والمساواة، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فسبوك وتويتر .